هل تعرف خريج جامعي من كلية علمية أو ادبية يعمل في مهنة عمالية نحو سائق ركشة أو عامل بقالة؟؟

غالباً الاجابة نعم كل منا يعرف نموذج لهذا الهدر البشري.

 ترى لماذا حدث هذا؟

 ينفق خريجين الجامعات في حياتهم العلمية من الأساس حتى التخرج من الجامعة ( المتوسط 15 سنة ) حوالي 25000 ساعة في التحصيل والمذاكرة وملايين الجنيهات تصل الى 30 أو 40 مليون جنيها في الترحيل والوجبات المدرسية والرسوم الدراسية والأدوات والكتب نضرب  هذه الارقام بعدد الطلاب الذين لم يدخلوا سوق العمل لنجد هدر كبير في الموارد على الأسر والسودان .

كيف نقلل هذا الهدر البشري؟

كل يوم في السودان نجد سوق عمل يعمل على تلبية احتياجاته من العاملين الأجانب سواء في المهن العمالية أو حتى الوظائف الادارية أو حتى الوظائف التقنية فعند توجه الدولة نحو الإنتاج النفطي لم تعمل على إعداد الموارد البشرية مستعدة لذلك والآن توجهت الدولة نحو التعدين والمسار التعليمي لا يغطي ذلك وأيضاً هناك توسع في الاستثمار الزراعي الخاص وهذا يتطلب أيضاً توجيه وظيفي محدد، كما أن سوقنا مغرقة ببعض الوظائف والمهن التي أصبحت لا تجد فرصا في السوق الداخلية أو الخارجية.

هناك الكثير من القصص التي يطول المجال لسردها هنا ولكن محصلتها أن هناك شباباً وخريجين اتخذوا قرارات لم يكترثون بها أصحابها في اختيار المساق العلمي أو الكلية المناسبة مع سوق العمل ودفع ثمن ذلك الكثيرون منهم بانهم أصبحوا الآن لا يعملون، أخيراً نقول كلكم تعلمون أن هناك عشرات الآلاف من الشباب الخريجين ليسوا عاطلين بل يعملون في مهن بعيدة كل البعد عن مجالهم نحو أن صاحب بكالوريوس هندسة يقود ركشة أو خريج آداب يبيع في بقالة …الخ، وكل هذا يتم نتيجة عدم وجود مراكز متخصصة تقدم التوجيه الوظيفي المناسب لهؤلاء الشباب. 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.

× كيف يمكننا مساعدتك؟